7 عادات خاطئة تتسبب بظهور التجاعيد حول العينين

تُعد التجاعيد حول العينين من أولى علامات التقدم في العمر التي تظهر على الوجه، وغالبًا ما تُسبب القلق للكثير من الأشخاص، خاصة النساء، نظرًا لما تعكسه من مظاهر الشيخوخة والتعب. وتُعرف هذه التجاعيد بـ”أقدام الغراب” نظرًا لشكلها المتشعب الذي يشبه آثار أقدام الطيور الصغيرة، وتتركز تحديدًا في الزوايا الخارجية للعين. وعلى الرغم من أن العامل الزمني (التقدم في العمر) هو أحد الأسباب الطبيعية لتكوّن هذه التجاعيد، فإن هناك العديد من العادات اليومية الخاطئة التي تُسرّع في ظهورها بشكل ملحوظ، حتى في سن مبكرة.

في هذا المقال سيتم التعمق في أبرز سبع عادات خاطئة تؤدي إلى ظهور التجاعيد حول العينين، مع تحليل علمي وتأثير كل عادة على بنية الجلد، وأهم السبل التي يمكن من خلالها تجنب هذه العوامل الضارة للحفاظ على شباب المنطقة المحيطة بالعينين لأطول فترة ممكنة.

1. فرك العينين بشكل متكرر

من أكثر العادات شيوعًا والتي تبدو غير ضارة للوهلة الأولى، لكنها من أخطر الممارسات التي تُعرض الجلد المحيط بالعينين للضرر هي عادة فرك العينين. وتكمن خطورة هذه العادة في طبيعة الجلد المحيط بالعين، الذي يتميز برقة شديدة مقارنة بباقي أجزاء الوجه، إذ تبلغ سماكته ما يقارب 0.5 ملم فقط، أي أقل بأربع مرات من سماكة جلد الجبهة.

عند فرك العينين، يُمارس ضغط ميكانيكي مباشر يؤدي إلى تمزق الألياف الدقيقة للكولاجين والإيلاستين، وهما المادتان الأساسيتان المسؤولتان عن مرونة الجلد. ومع تكرار هذا السلوك، تبدأ الخطوط الدقيقة بالظهور تدريجيًا نتيجة فقدان التماسك الخلوي في تلك المنطقة. كما أن الفرك قد يتسبب في التهابات مزمنة تؤدي بدورها إلى ضعف قدرة الجلد على التجدد والإصلاح.

2. عدم استخدام واقي الشمس

التعرض المستمر لأشعة الشمس دون حماية يُعد من أكبر مسببات الشيخوخة المبكرة، ويؤثر بشكل خاص على المنطقة المحيطة بالعينين. تُعرف هذه الحالة في الطب الجلدي باسم photoaging، أي “الشيخوخة الناتجة عن الضوء”، وهي حالة تتسم بتلف الكولاجين العميق وظهور البقع والتجاعيد بسبب الأشعة فوق البنفسجية (UV).

ما يزيد الأمر سوءًا أن الكثير من الأشخاص يتجنبون استخدام واقي الشمس في محيط العين بدافع الخوف من التهيّج أو دخول المستحضر إلى العين، مما يجعل الجلد عرضة مباشرة للأشعة الضارة. وتؤدي هذه الأشعة إلى تكوّن الجذور الحرة التي تدمر خلايا البشرة وتقلل من قدرتها على التجدد، وبالتالي تظهر التجاعيد في سن مبكرة.

لحماية الجلد المحيط بالعينين يجب استخدام واقيات شمس مصممة خصيصًا لتكون آمنة لهذه المنطقة، وعادة ما تكون بتركيبة معدنية لا تسبب الحرقان أو التهيج.

3. النوم بوضعية خاطئة

النوم على البطن أو على جانب الوجه من العوامل الخفية التي تسرّع من تكوّن التجاعيد، وخاصة حول العينين. عندما يضغط الوجه على الوسادة لفترة طويلة أثناء النوم، يحدث شد غير طبيعي للجلد، مما يؤدي بمرور الوقت إلى ظهور خطوط دائمة في مناطق الضغط المتكرر.

وقد أثبتت دراسة نُشرت في Aesthetic Surgery Journal أن وضعية النوم تؤثر بشكل مباشر على شكل التجاعيد وعلاقتها بالجاذبية والضغط الموضعي. وبما أن النوم يستغرق ثلث عمر الإنسان تقريبًا، فإن التأثير التراكمي لهذا العامل لا يُستهان به.

يُنصح بالنوم على الظهر واستخدام وسائد مصممة خصيصًا لتقليل الاحتكاك مثل الوسائد الحريرية أو تلك المصنوعة من الساتان الناعم، لتقليل التوتر الميكانيكي الواقع على جلد الوجه والعينين.

4. استخدام مستحضرات تجميل غير مناسبة

يُعد الجلد المحيط بالعين من أكثر المناطق حساسية تجاه المستحضرات الكيميائية. استخدام كريمات أو مزيلات مكياج تحتوي على مركبات قاسية أو عطور صناعية يمكن أن يؤدي إلى التهابات مزمنة أو تهيج خفي لا يُلاحظ إلا بمرور الوقت، مما يُضعف الطبقة الخارجية للجلد ويُسرّع من ظهور التجاعيد.

كذلك، استخدام كريمات غير مخصصة للعينين قد يؤدي إلى تراكم المنتج في الخطوط الدقيقة، مما يسبب جفافًا وتشققات. فبدلاً من ترطيب المنطقة، يُحدث تأثيرًا عكسيًا يؤدي إلى تفاقم الخطوط الموجودة وظهور أخرى جديدة.

ينبغي اختيار مستحضرات تجميل تحتوي على مكونات لطيفة ومرطبة مثل حمض الهيالورونيك، الببتيدات، وفيتامين E، والتأكد من أنها مختبرة من قبل أطباء الجلد والعيون.

5. الإجهاد المزمن وقلة النوم

يؤثر الإجهاد المزمن على جميع أنظمة الجسم، بما في ذلك الجلد. فالإجهاد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون يُعرف بتأثيره السلبي على الكولاجين، إذ يُسهم في تكسيره ويقلل من قدرته على التجدد. وعند انخفاض نسبة الكولاجين، تبدأ الخطوط الدقيقة بالظهور، وخصوصًا في المناطق الحساسة مثل حول العينين.

قلة النوم تُضعف الدورة الدموية وتُقلل من تدفق الأوكسجين إلى الخلايا الجلدية، مما يؤدي إلى بهتان الجلد وتكوّن الهالات السوداء، ومع الزمن تبدأ التجاعيد بالظهور نتيجة نقص تجدد الخلايا أثناء الليل، وهو الوقت الطبيعي الذي تُصلح فيه البشرة نفسها.

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات يوميًا أكثر عرضة لعلامات الشيخوخة بنسبة تصل إلى 45% مقارنة بأولئك الذين يحصلون على 7-8 ساعات من النوم الليلي المنتظم.

6. إهمال ترطيب البشرة حول العينين

الترطيب هو أحد أعمدة العناية بالبشرة، إلا أن كثيرًا من الأشخاص يهملون ترطيب منطقة العين، إما بسبب الخوف من انتفاخها أو لعدم إدراك أهمية هذه الخطوة. المنطقة حول العينين، نظرًا لافتقارها للغدد الدهنية، تكون أكثر عرضة للجفاف وفقدان المرونة.

عند جفاف الجلد، يصبح أكثر عرضة لتكوّن الخطوط الدقيقة نتيجة فقدان المرونة والترطيب الداخلي. ويُساهم الهواء الجاف، سواء في الشتاء أو داخل المكيفات، في زيادة التبخر المائي من الجلد، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

يجب استخدام كريمات ترطيب غنية بمكونات مرممة وملطفة، مثل النياسيناميد، البانثينول، وشيّا باتر، مع تطبيقها برفق باستخدام الخنصر لتقليل الشد على الجلد.

7. الإفراط في تعبيرات الوجه والانفعالات المتكررة

التعبيرات المتكررة كالتحديق، العبوس، الضحك المفرط أو رفع الحواجب بشكل مستمر تؤدي إلى تجاعيد ديناميكية، وهي التجاعيد التي تتكون نتيجة الانقباضات المتكررة للعضلات الصغيرة تحت الجلد. مع مرور الوقت، تتحول هذه التجاعيد إلى خطوط ثابتة يصعب التخلص منها.

منطقة العين تحتوي على عدد كبير من العضلات التي تتحرك مع كل تعبير وجهي، وعند تكرار نفس الحركة يوميًا، تُحدث هذه العضلات طيات في الجلد تُصبح دائمة مع فقدان مرونة البشرة مع التقدم في العمر.

الحل لا يتمثل في تجنب الضحك أو الابتسام، بل في تعزيز مرونة البشرة من خلال التغذية الجيدة، التمارين الوجهية المنتظمة، والاهتمام بعناية متكاملة بالبشرة.

جدول توضيحي لتأثير العادات الخاطئة على التجاعيد حول العينين

خاتمة

إن ظهور التجاعيد حول العينين ليس فقط نتاج التقدم في العمر، بل هو نتيجة تفاعل معقد بين عوامل بيئية وسلوكية يومية تؤثر بشكل مباشر على بنية الجلد. إن تجنب العادات الخاطئة كفرك العينين، النوم بوضعيات خاطئة، إهمال الحماية من الشمس، أو الإفراط في تعبيرات الوجه، يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في مظهر البشرة واحتفاظها بشبابها. الحفاظ على نمط حياة صحي، الاهتمام بالعناية الموضعية الدقيقة، والتعامل مع هذه المنطقة الحساسة بعناية واحترام يمكن أن يقي من التجاعيد المبكرة ويحافظ على جمال البشرة لسنوات طويلة.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association. “Skin care for the delicate eye area.” aad.org

2. Kligman, A. M., & Lavker, R. M. (1988). “Cutaneous aging: The differences between intrinsic aging and photoaging.” Journal of Investigative Dermatology.